لمساً تحركت انامله
برقة شديدة فوق انبعاجاتها
يتلمسها برفق
و تترجم انثنائات جفونه المغلقة عن تأثره الشديد بما يشعر به جراء هذه اللمسات
كان يمسك بين يديه هذا الكتاب
يتنقل فوق اسطره المكتوبة بطريق بريل
يقرأ
و يستمتع
بالقرأن الكريم
باللمس
يا له من شعور
هل جربت يوماً أن تلمس القرأن
تحسه
تشعر به داخلك
كان هذا الشاب الكفيف يقتلني بما يفعله
حمدت ربي علي نعمة الأبصار التي وهبني أياها
وحمدته أن جعلني أشكر هذه النعمة
لبثت اراقبه
فهو لا يقرا بأصابعه فقط
أنما بقلبه
عينيه المغلقتين تقولان هذا
و لعلهما توحيان بهذا
كان هذا الكفيف و غيره يجعلني أشعر باهمية ما حولي
و أهمية أن تتفاعل معه
فالكفيف كل ما حوله يحسه
لماذا
أن البصير يري كل شئ
كصورة مجمله
مثلاً كأن تدخل غرفتك كل يوم
أو كل ساعة
ربما لتحضر شئ ما منها
عينيك ستهمل كل التفاصيل
فقط انت تريد حاجتك
لن تلاحظ مثلاً تغييراً في موقع أحد أثاث الغرفة
ربما بعد فترة
أما لو كنت كفيفاً
فكل ما حولك هو خريطتك
كل قطعة اثاث في بيتك هي مرشدك الي طريقك
أن الكفيف يشعر بكل ماحوله فعلاً
و كل شئ له معه علاقة و قصة
شاء القدر ان التقي باحد المكفوفين
و شاء القدر أن يكون هو دليلي الي أحد البيوت
وكانت زوجته تسير معه معظم الوقت
و لكنها لم تكن تتذكر هذا البيت المطلوب
قال لي وقتها أخي الكفيف
أدخلني مدخل البيت و سأعلم اذا كان هو أم لا
وولج من مدخل البيت
و أرتقي درجاته
و بعد 5 أو 6 درجات
قال لي أن هذا هو البيت المطلوب
أستعجبت و احس هو بذلك
فابتسم و قال لي بالحرف
أصل سلالام البيت مكعبلة
ضحكت , كان تعبيره دقيق
لأن سلالم البيت كانت مكعبلة فعلاً
يعني كل سلمة مقاس غير الأخر
سبحان الله
أردت ان أكون مبصراً بحس كفيف
تشعر بكل ما حولك
و تحسه و تلمسه
تمنيت أن أكون بهذا الحس مع زوجتي
أشعر بما داخلها من نبرة صوتها
أشعر بما يضيق صدر أصدقائي به عندما القاهم
أشعر بأمي و لهفتها عند عودتي من السفر
أشعر بجمود أبي و صلابته رغم حنينه الي
أشعر بالاشجار التي تسبح في ملكوت الله متمايلة
هل حاولت قبلاً
ان تصبح مبصراً كفيفاً
حاول ان تكون هذا الرجل يوماً
مع زوجتك
مع اصدقائك
مه اهلك
مع قطتك
حتي مع جهاز الكومبيوتر الذي تستخدمه الان
لن أقولها لك
باللمس
بل بالهمس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق