امسك حرامي في دمياط

دوام المصريين دائماً علي اطلاق تلك الصيحات في الشارع للمساعدة في امساك الحرامي المنشود ويتهافتوا جميعاً علي الجري ورائه في الشارع بينما يحجز مخرج الفيلم مفجأة في النهاية ان الشخص المطلوب ليس لصاً وان اللص الحقيقي هرب.

اما الان فالمصريين يجرون وراء كل من يقول امسك ثورة سواء كانت ثورة في الطريق او هربت من شارع جانبي ، والان ماذا بعد اجريوم ؟؟؟؟

سؤال يجب ان نطرحه علي انفسنا كلنا بعد الانسياق وراء دعوات اغلاق اجريوم

هل سنغلق شركات المحمول في الخطوة التالية لخطورة الموجات المحمولة

هل سنغلق مصانع الاسمدة في الاسكندرية او العين السخنة او طلخا او ابوقير

هل سنغلق مصانع العاشر و اكتوبر وبرج العرب

ماذا سنفعل ومن سيقرر

اسألة دارت في ذهني ليس لكوني مهندس كميائي ولكن لكوني مواطن مصري عملت في عدة شركات مصرية واجنبية في سنوات عملي الثمانية و قد هالني ما يحدث في بلد يريد شعبه الخروج من كبوة الجهل الي عصور العلم والتقدم ورايت انه من واجبي ان اكتب تلك الكلمات .

لماذا نصنع ؟ ان البشر اتجهوا الي الصناعة بناءاً علي حاجات المجتمع ولعل الثورة الصناعية في اوروبا بعد عصور مظلمة غلفها الجهل كانت شعلة لنشر الثورة الصناعية في كل ارجاء الدنيا ، وقد دأب البشر علي تطويع المواد الموجودة في البيئة وتصنيعها لتلبي حاجات المجتمع دون النظر الي مخاطر تلك العمليات التصنيعية علي البيئات المحيطة وعلي الناس .

وانتبه العلم والعلماء الي ذلك ونشأت علوم تعني بتقييم مخاطر العمليات الصناعية والتي اشتملت علي الصناعات الكميائية و الميكانيكية والنووية وكل انواع الصناعات التي تؤثر علي البيئة والبشر.

وبدأ علم تقييم المخاطر وصنف المخاطر الاساسية التي تؤثر علي البيئة والبشر من جراء العمليات الصناعية الي التالي

١-عدم احتواء العمليات الصناعية : هو قدرة المصنع علي احتواء العملية الصناعية و ما يتبعها من ارتفاع في درجات الحرارة والضغوط او التحكم في استخدام مواد سامة او ذات طبيعة مضرة .

٢-الملوثات الصلبة وهي نادرة ولا تتكون بكميات كبيرة وسهل التحكم بها بوسائل عديدة مثل المدافن الصحية.

٣-الملوثات السائلة وهي عادة تكون مياه محملة بتركيزات من مواد لها اضرار بيئية او علي صحة البشر وربما تكون زيوت او مواد كميائية او مواد بترولية.

٤-الانبعاثات الغازية وهي انبعاثات غازية تنتج نتيجة العمليات الصناعية او عمليات احتراق الوقود.

٥- اي مخاطر اخري متعلقة بعملية صناعية بعينها مثل المفاعلات النووية.

السؤال الان هل الحاجة الي الصناعة والصناعات الكميائية والبترولية يوازي الاضرار التي من الممكن ان تسببها تلك العمليات ؟ هل تغلق مثلاً اليابان محطات انتاج القوي الكهربائية بالطاقة النووية بعد كارثة الزلزال الاخير .

بالنظر الي اليابان فهي من اكثر الدول التي عانت من التلوث الاشعاعي بعد كارثة هيروشيما ولكن اليابان من اكثر الدول التي ركبت قطار الثور الصناعية السريع والمتطور . اليابان وثورتها. الصناعية وضعت نصب اعينها التحكم في المادة وتسخيرها من اجل توفير الحاجات الرئيسية للناس حتي بعد كارثة المفعلات النووية تكاتف العلم مع العقل من اجل تطوير جميع المفاعلات وجعلها اكثر اماناً ولم تتخذ مثلاً اجراءاً باغلاقها .

اذاً ماذا فعل العلم امام المخاطر الصناعية السابق ذكرها ؟؟؟

اختراع وسائل تكنولوجيا للتحكم في حرارات وضغوط العمليات الصناعية ميكانيكة او تحويلية كميائية ، ايضاً تحديد الوسائل المثلي للتخلص من المخلفات الصلبة والسائلة والغازية واصدار تشريعات خاصة بنسب تلك المواد المسموح تداولها وكيفية تداولها ، وكذا تغليظ العقوبات علي مخالفين لتلك التشريعات من اجل الحفاظ علي البيئة وصحة الانسان مع المحافظة علي توفير احتياجات الناس من الصناعات.

ايضاً اتجه العلم الان للبحث عن مواد بديلة لتلك التي يتعذر التحكم في اضرارها مثل اتجاه الدول المتقدمة الان الي استخدام السيارات الكهربائية للتقليل من انبعثات الغازات الناتج من الاحتراق في محركات السيارات العادية وهذا الاتجاه ياخذ وقت ومدي ودراسات من اجل تحقيقه حتي لا تتوقف مصالح الناس .

ودول العالم لم توقف مصانعها من الاسمدة والاسمنت او مصانع البتروكيماويات بل الزمت شركاتها باحترام قوانين البيئة وتقوم باغلاق تلك المصانع الملوثة مثل كندا والمانيا والولايات المتحدة اذا خالفت التشريعات او حتي تقوم بتوفيق اوضاعها .

في مصر هناك قانون يسمي قانون البيئة رقم ٤ ينظم علاقة الانسان بالبيئة في مصر وللقانون لائحة تنفيذية قانونية تعمل من خلالها وزارة البيئة وبقوة القانون بمراقبة اداء تلك الشركات من خلال وسائل مراقبة فورية او اقامة محطات الرصد البيئي او اخذ عينات عشوائية فجائية من تلك الشركات .

ان الامور ان لم يحكمها العقل حكمها الهوي وان حكمها الهوي سنظل كلنا اذلاء لاهوائنا وسندرك لحظتها اننا لم نكن نريد اسقاط النظام انما كنا نريد اسقاط انفسنا .

اذا رفضت الصناعة اطفئ تلفازك البلازما

واطفئ موقدك وسخانك الذي يحرق الغاز فقد يحتوي علي الكبريت

لا تستخدم سيارتك التي تزيد انبعاث الكربون

لا تاكل طعاماً تم تسميده باسمدة النيترات

ولا تستخدم التكييف والثلاجة الذي يحتوي علي الفريون الضار بالبيئة