ايه البلد الصغيرة دي ؟؟؟
:)
أيوة مفيش حاجة بتستخبي فيها
كله بيتكشف
لو ماكانش انهارده يبقي بكرة ولا بعده ولا بعد كنير مش فارقة كنير
المهم أن الناس عايشة
لسة عايشة
صدقت أو مصدقتش
أتعودت علي كدة
وساعات لو مش عايزة تعرف
فكيس قطن عشان يسد الأذن حيكون حل مثالي
كنت في السيارة عائداً أدراجي
والبلد ديه فوق أنها صغيرة فهي خالية من السكان
:)
مش أوي يعني
بس عدد السكان قليل , وأيام الشتاء تجعل السكان يعودون الي منازلهم مبكرين
سلكت أحد الطرق الخالية تقريباً من المارة
وهذا الطريق ليلاً او نهاراً يسلكه عدد قليل من السيارات
يعني طريق شبه خالي
بعد عدة دقائق من السير في الطريق
وجدته
فتي صغيراً
أحد بائعي غزل البنات
جالساً علي الرصيف
في هذا الطريق
الخالي
لفت انتباه زوجتي التي شجعتني علي أن نتوقف لنعلم سر جلوسه
توقفت بالسيارة بعده بعدة أمتار وناديته
تردد في أن يحضر
ولكنه أتي
سألته: فيه حاجة ياابني
قال لا
طب أوصلك مكان
قال لا معي دراجتي
طب أنت واقف هنا ليه
قال ببيع
طب هات ب 2 جنيه
:)
أخذنا الحلوى وتذكرت ما حدث منذ شهور وحكيته لزوجتي
كنت مستقل السيارة علي أحد الطرق المزدحمة بنفس البلد
عائداً الي المنزل
ووجدت أحد الرجال جالساً علي الأرض
وأمامه عدة أطباق بيض ملقاة علي الأرض
والبيض مكسور كله
والرجل يضع رأسه علي يده في حسرة شديدة
مررت بجواره بسرعة وكنت في عجلة من أمري ولم أستطع التوقف
ولكن منظره ظل في خيالي طوال الأشهر الماضية
وكنت ألوم نفسي علي عدم توقفي لمساعدته
أو إعطائه ثمن البيض المكسور والذي كان واضحاً أنه لا يستطيع شراء غيره
تحسرت زوجتي
وأنا ازددت لوماً لنفسي
بعد أسبوع
أو ممكن أن أقول أيام
كنت أسير في نفس المكان أنا وأمي
ورأيت رجل أخر يفترش الأرض وأمامه أطباق بيض مكسورة
كمية بيض كبيرة
والرجل يجلس في نفس الحسرة
لفت أنتباه أمي
وانتظرت بالسيارة علي جانب الطريق
وطلبت أمي أن أنتظر قليلا وننظر أليه
كان هناك شك ينبت في صدري وكذلك أمي
نزلت من السيارة وذهبت أليه
وجدت كمية بيض مكسورة كبيرة
سألته
ماذا حدث
قال سيارة مارة صدمتني
والبيض أتكسر
أعطيته ملغ من المال
وطلبت منه أن يغادر الطريق
وذهبت الي السيارة لأراقب
بعد ثواني وجدت أحد عمال توصيل الطلبات الي المنازل يتوقف جانبي بدارجته البخارية
وكان قد راني أعطي الرجل المال
قال أن هذا الرجل نصاب
يجلس هكذا كل أسبوع أو كل عدة أيام
قلت له أن البيض المكسور كثير
قال ما يجمعه من المال أكثر بكثير
أنه نصاب محترف
محترف جداً
بعد ثواني توقفت سيارة ورأي ونزل منه أحد الأخوة
وسأل عن هذا الرجل فأخبره عامل التوصيل بنفس ما أخبرني
ظللت أراقب هذا الرجل
ورأيته ينظر إلينا ففهم
أخرج سيجارة من جيبه
وأشعالها
ثم غادر المكان مسرع الخطي
كنت أغلي فعلاً
الخدعة متقنة جداً
والأيام التي كنت ألوم نفسي فيها طويلة
قدر الله وما شاء فعل
عدت الي البيت
ومررت بمحل عطور يملكه أحد أصدقائي
حكيت له القصة
وكان عنده أحد الزبائن
الذي ضحك وأكد أن هذا الرجل كان يفعل نفس الخدعة في السويس
ووصفه لي وكان هو نفس الرجل
صديقي قال لي أن هذه الخدعة أساساً خدعة تلفزيونية
كانت قد تم تنفيذها في أحد البرامج الهزلية مثل الكاميرا الخفية
الرجل كان ذكي وطوع الخدعة لينصب علي الناس
أخذت أتسائل
هل اللعب علي عواطف الناس ومشاعرهم أصبح أحد وسائل الكسب المادي
هل الكذب والغش والخداع أصبح منهاجاً لحياة البعض
هل تنمحي الثقة والمشاعر والأحاسيس
ونتحول إلي آلات كل واحد يهتم لأمره
؟؟؟؟
من لا يهتم لأمر المسلمين فليس منهم
أعتقد أننا يجب أن نستمر
ونحذر
اللهم أهدنا وأهدي بنا واجعلنا سبباً لمن أهتدي