حملت تلك الحقيبة الصغيرة والثقيلة
ووقفت تتأمل من خلف باب المنزل تلك الأدخنة المتصاعدة من المباني علي مرمي البصر
واخذ قليها يخقف في خوف
وظل يدق بشدة كلما تصاعدات تلك الضربات القوية التي كانت تهز الأرض تحت قدميها
أخذت تضغط علي كف أختها الصغري وتحاول أن تحتويه في كفها
لا تعرف أهي تحاول أن تطمئنها أم تطمئن نفسها
كانت تلك الأصابع الرقيقة لا تتحمل عد تلك السنوات الثقيلة الماضية
والاتية
أخذت تراقب من فرجة الباب هؤلاء الناس الذين تحركوا مسرعين ناحية سيارتهم وتنطلق السيارة مسرعة مبتعدة
وفتح الباب
وأنتقلوا من خلف باب بيتهم
الي خلف زجاج السيارة
لا يعرفون أهي طوق النجاة من هذا الرعب
أم هي نعش سيزيد من الاممهم ألاماً
أخذت تنظر من زجاج السيارة الي منظر البيت وهو يبتعد
ويهتز بفعل تلك الضربات المتتالية
أنطلقت السيارة مسرعة بين طرقات تلك المدينة الصغيرة
وبدا المنظر كأن تلك العربات هي التي تفر من هذه الأرض
تتحرك مسرعة تحاول أن تتفادي ضربات لا تعلم أتصيبها أم تصيب سيارة أخري بجوارها
ولمست السيارة أرض الطريق
وحاول قائدها ان يدخل في حضن الأشجار ليحتمي بها
وأخذت هي تراقب السيارات التي تمر مسرعة بجوارهم
ولفت أنتباهها تلك السيارة النقل التي أمتلاء سطحها بعشرات الهاربين من تلك الضربات
مرت تلك السيارة مسرعة بجوارهم
وأبتعدت
ومازال صوت الضربات يقترب تارة ثم يلوذ مبتعداً تارة
وهي تراقب الطريق بشغف
لا تعرف اهي مبتعدة عن الأمان أم ذاهبة أليه
فقدت احساساً جزئياً
تحاول أن تحافظ علي البقية المتبقية منه لتطمئن أخوتها فهي كبيرتهم
وفجأةً سمعت صوت طائرة مرت بسرعة فوقهم وتجاوزتهم كأنها لم تري السيارة
أو رأتها وتغاضت عنها مسرعة
وبعد لحظات سمعت صوت ضربات شديدة
وصرخات
ظنت أنها مثل الضربات لسابقة
ولم تمضي دقائق حتي لمحت تلك الأدخنة السوداء التي لاحت عن بعد علي الطريق
وأخذت تقترب وتقترب
وهي تنظر بشغف هي وأخوتها
حتي أقتربوا لمسافة كافية ليري
تلك السيارة
النقل
أشلاء أرتمت علي أطراف السيارة وحولها
وجثث تفحمت
وأيدي مرفوعة لا تعرف أن كانت تطلب النجدة أم الرحمة
الحياة أم الموت
لم يرحموا حتي هؤلاء الهاربين
وأخطأتهم الطائرة وأصابت تلك السيارة
وحفرت معها مشهد لن تنساه طوال عمرها
وكتبت كراهية لهم في صفحات قلبها لن تستطيع دقائق ولا أيام ولا سنين محوها
ومرت السيارة لتعبر تلك الكتل الملتهبة
وسمعت دوي سيارة أسعاف يقترب
وأحست أنه جرس الأنذار
لبداية نهاية حياتها كطفلة
وبداية رحلة الشقاء
قصة حقيقة
لألام مهاجري حرب 67
الأسماعيلية
بطلتها أقرب الناس الي قلبي
هناك ٣٤ تعليقًا:
اخى بينو
قد بلغت من لدنى عذرا
اشكرك جدا لتصحيح الخطأ عندى جزاك الله خيرا
واسمحلى فيه تصحيح عندك فى كلمه
وأخذت هي تراقب السرارات التي تمر مسرعة بجوارهم
كتبت السرارات بدل السيارات
انا والله مش اقصد ان هذه بتلك بس مش عارفه ضحكت من الموقف
بالنسبه للبوست للاسف ان ضريبه الحروب هم الشعوب المغلوبه على امرها التى تهجر موطنها وبيتها لتنجى من نيران الحروب والحمد لله ان ربنا انجى صاحبه القصه حتى تنجب للاسلام من يدافع عن الاسلام حتى ولو بالكلمه
وهو عين مراقبه ومدافعه عن الاسلام
بجد مش اقصد اضايقك بس انا فعلا توقفت عندها علشان افهم الكلمه
لغايه ما عرفت انها السيارات
ايوة عارفه وانا مش زعلت خالص بس انكسفت من نفسى بجد
على فكرة انا مش بزعل من اى حد يصحح ليا اخطأى بعرف وقتها انه قرا البوست باهتمام مش مجرد قرايه على السريع وخلاص علشان يحط تعليق
صدقنى مش بزعل خااااالص
طيب الحمد لله
انا عارف أنك مش بتزعلي
من الحق
كلمات مؤثرة جدت
بارك الله فيك
السلام عليكم
بجد انت طلعت فنان وانا مشس عارفه :D
ماشاء الله عليك متحكم فى ادوات الكتابه
وشوقتنى لاخر البوست وعشت الموقف بجد
الله يكون فى عون كل مسلم بيتحارب يارب
عارف يا باشمهندس وأنا باقرأ قلت الجدع ده بيتكلم عن نهر البارد وبعد شوية قلت بيتكلم عن الفلوجة لا عن جنين
أتاري إحنا واخدينها وراثة حالة الفجع والفرار واللا ملجأ إلا إلى الله
حسبنا الله ونعم الوكيل
:):)
جزاك الله خيراً كثيراً
:)
اسلوب التعبير راقى جدا و جميل اوى ماشاء الله
:)
ربنا يبارك في قلمك يا اخي
استوقفتني جمل مثل
لي خلف زجاج السيارة لا يعرفون أهي طوق النجاة من هذا الرعب أم هي نعش سيزيد من الاممهم ألاماً
و الجملة دي
لا تعرف اهي مبتعدة عن الأمان أم ذاهبة أليه
و دي
وأيدي مرفوعة لا تعرف أن كانت تطلب النجدة أم الرحمة الحياة أم الموت
اسلوب رائع ماشاء الله
:)
بالنسبة للقصة نفسها... للاسف ده حالنا من زمن
ممم
مش عارفة اقول اسف عليهم ولا علينا..
هما وقتها كان عندها عدو واضح بيحاربوه.. ااه اتعرضوا لكتير
بس ضربات عمرها ما كانت في مقتل
بالعكس... بتزيد من همتهم و اصرارهم اكتر و اكتر
احنا اللي "للاسف" علينا
!!
الضربات كلها جاية في مقتل.. لأنها حاجات مش عارفين نهاجمها
مش عدو يقف قدامنا نضربه
ولا حاجة مادية نكسرها
احنا دلوقتي في حرب أشرس من حربهم للاسف!!
ربنا يتولانا برحمته
جزاك الله خيراً :)
جزاك الله خيرا بجد رائع يعنى وكلماتك مؤثرة بجد,....
زي باشمهندس عصفور .. قلت الكلام عن المهجرين الفارين بحياتهم في مكان ما
كنت ممكن زمان اقول المهجرين الفلسطينيين .. لكن دلوقتي بقي في مهجرين في كل حتة ولا حول ولا قوة إلا بالله
تحياتي لأهل الإسماعيلية جميعاً ..
وليك طبعا يا فنان
آلمتنى هذه القصة كثيرا
حسبى الله ونعم الوكيل
السلام عليكم
علاء ويبارك فيك أنت كمان
شكراً علي الزيارة اخي في الله
)()()()()()()()()())()()()(
رينا
ده أطراء جامد جداً
بس والله الموضوع كلمات بتيجي علي البال الفنانين دول موضوع تاني خالص
أستاذ عصفور
هو الموضوع له علاقة
ممكن مختفية
بس هو موجود
وعلي رأيك شكلها أتكتبت علينا
المجاهدة
هو زيما قلت لرينا
ده أطراء جامد
جزاكم الله خيراً
الموضوع والله كلمات بتيجي علي البال لوصف حال فتطلع زي رمية كدة يعني
المهم انا سعيد ان أسلوبي أعجبكم
وأشكرك علي رأيك
في حالنا
بس لا تقلقي فالنور أت
.:.-=- ELGaZaLy-=-.:.
شكراً أخي في الله
أتمني الا تكون مؤثرة سلباً
mo'men mohamed
معذرة علي الألم بس هو ده الحال شئنا ام أبينا
ربما بسبب نسياننا للألم الفنا طعم الراحة
كان الله فى عونها وعون اهلها وعون كل المهجرين يااااااااارب آمـــــــين
واقع مؤلم وما اصعبها مرارة
ومن حقها الا تنسى ولا تتغفر لهم جرائمهم مهما حدث
ونحن معاها ونشجعها على الأ تنسى حتى نأخذ بالثار لها لان الانتصار مازال ناقص ومزيفة
ولكن ندعو الله
ان ينصرنا نصرآ عزيزآ ولا يقوم لهم قائمة مرة أخرى يااااااارب آمـــــــــين
تحياتى لحضرتك
تقريبا ملكش حل في السرد
طريقتك حلوه جدا في ايصال الصوره والمعني
والمقف بجد رهيب يا بينو
الله يكون في عون كل من عاش موقف زي دا
تسلم ايدك يا بينو
كل مره ادخل اتفاجأ بحاجه جديده واسلوب جديد منك
تسلم ايدك
السلام عليكم ورحمة الله
كلام جميل جدا جزاكم الله خيرا عليه
الاول كنت فكراك بتتكلم عن فلسطين او العراق مكنتش متوقعه انك بتكلم عن مصر
الحمد لله انهم خرجوا من عندنا عقبال فلسطين
انا الاول افتكرتها قصة فلسطينى عراقى لبنانى بس الخدعة انها قصة مصرية صميمة
القصة رائعة و شكلى كدا هصحى الصبح الاقى مجموعة قصص قصيرة باسمك
الحمد لله انى لم اعايش الحرب و ربنا يكفينا شر الحروب
تحياتى لقلمك
بنت الجنوب
جميلة تلك الكلمات
ناقص ومزيف
أمين
جهينة
جزاكم الله خيراً علي الأطراء
وربنا مع الذين عانوا مازالوا وسيعانون
حراس الحقيقة
جزانا الله واياكم
علي فكرة
هنا او هناك
كل ده
عندنا
ماعلينا
طب بلاش تصحي
عشان العملية تمشي علي خير
أشكرك علي الأطراء
السلام عليكم
كتير قوى نسمع عن محاولات الهروب من الحروب وكوارثها واكيد بنتأثر بيها
بس الاكيد ان مش زى احساس الناس اللى عاشوها احساس بيفضل جواهم مهما شافوا من سعاده ربنا يفرجها عليهم ويعوض صاحبه القصه خير
أنضحك أم نبكي؟؟؟
لنا الله يا عصبة الكافرين
لنا الله يا طغمة الظالمين
جزاك الله خيرا يا بينو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله اسلوب التعبير ورسم الموقف رائع رسم لنا صوره عنما حدث وعيشنا جواها
حسيت نفس احساس الباشمهندس عصفور افتكرت انك بتتكلم عن حرب لبنان السنه اللي فاتت او فلسطين سنة 48 او حتي مخيم نهر البارد
انتهيت من قراءة البوست ولسان حالي يقول اللهم انصر امة محمد في كل مكان
تحياتي
حسبنا الله ونعم الوكيل
بجد مفيش غير كدا اقوله:((
السلام عليكم
ما شاء الله أسلوب وسرد للأحداث رائع
اللهم أنصر أأخواننا المستضعفين فى كل مكان
وحرر أراضى المسلمين
اللهم امين
نسرين
صدقت لن نشعر أبداً بما شعروا به
ض خالد
جزانا الله وأياكم
خمسة فضفضة
أشكرك علي الأطراء
فعلاً أحنا نسينا كلنا
sorsara
أشكرك علي الزيارة أختنا
كرم
كنت مفتقدك أخي
أشكرك علي الأطراء
وأؤمن علي دعائك أمين امين امين
السلام عليكم
انهم ان يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم فى ملتهم ولن تفلحوا اذا ابدا
تحياتى
أسلوب السرد والوصف عمدك مالوش حل
ما شاء الله
ماما ساعات بتحكي عن حرب الاستنزاف والمهازل اللي حصلت فيها لشبابنا...والإسرائليين بيلعبوا على الضفة التانية
ربنا يتولانا برحمته الواسعة
نهاد
thx
شركه تنظيف
إرسال تعليق